إصابة ضابط وجندي إسرائيليين في غزة وسط استعدادات للانسحاب من القطاع
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عن إصابة ضابط وجندي خلال معارك عنيفة دارت في جنوب قطاع غزة، في تطور ميداني يأتي بالتزامن مع مؤشرات على تحول استراتيجي لافت في خطط الجيش داخل القطاع.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مصدر عسكري، فإن الإصابة وقعت جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت عربة عسكرية تقل الضابط والجندي في إحدى مناطق جنوب القطاع، دون أن يحدد الموقع بدقة أو يكشف عن مدى خطورة الإصابات.
الواقعة تأتي بينما تتزايد التحذيرات من تصعيد ميداني جديد، في ظل استمرار المواجهات في مناطق متفرقة من القطاع، ومحاولات متكررة من قبل فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة “حماس”، لأسر جنود إسرائيليين خلال الاشتباكات الدائرة، بحسب الرواية الإسرائيلية.
انسحاب مرتقب لقوات الاحتلال من غزة
وفي تطور ميداني وسياسي بالغ الأهمية، كشفت القناة 13 العبرية، الجمعة، عن أن الجيش الإسرائيلي يعتزم سحب قواته المنتشرة داخل قطاع غزة، بعد تواجد متواصل دام نحو عامين، في خطوة وصفتها القناة بأنها “فاجأت الأوساط السياسية” في إسرائيل.
وأوضحت القناة أن قيادة الجيش أبلغت المستوى السياسي بأنها لا ترى مجالًا لأي تقدم إضافي داخل القطاع، معتبرة أن “المكاسب العسكرية قد استُنفدت”، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، والخسائر التي يتعرض لها الجنود الإسرائيليون.
ويُعد هذا القرار، حال تنفيذه، أول انسحاب إسرائيلي واسع النطاق من داخل غزة منذ العملية البرية الأخيرة، التي أطلقتها إسرائيل تحت شعار “تفكيك بنى المقاومة”، والتي واجهت مقاومة شرسة، وتكبد فيها الجيش خسائر في العتاد والأرواح.
مقاومة متصاعدة واستراتيجية الأسر
في المقابل، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، تنفيذ عمليات نوعية تستهدف القوات الإسرائيلية في مناطق التوغل، خصوصًا باستخدام العبوات الناسفة والأنفاق الهجومية.
وتشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية، وفق تصريحات غير رسمية، إلى أن “حماس تسعى خلال هذه المرحلة إلى أسر جنود أحياء، من أجل تعزيز موقعها التفاوضي في أي صفقة تبادل مستقبلية”، في ظل الضغوط الشعبية المتصاعدة داخل إسرائيل بشأن ملف الأسرى.