إعلان مبادئ بالدوحة يمهد لإنهاء القتال بين حكومة الكونغو وحركة “إم 23” المتمردة | أخبار

شهدت العاصمة القطرية الدوحة -اليوم السبت- توقيع إعلان مبادئ بين الحكومة الكونغولية وحركة “إم 23” المتمردة ينص على وقف دائم لإطلاق النار، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية في جهود إحلال السلام والمصالحة الوطنية بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وجاء التوقيع بعد سلسلة من المفاوضات المعقدة استضافتها قطر منذ مارس/آذار الماضي، وشهدت مشاركة مباشرة من الطرفين المتنازعين، برعاية قطرية وبدعم دولي واسع، من ضمنه الولايات المتحدة.

وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن الاتفاق يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي، ويؤسس لخريطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية.

وأشار إلى أن “الجهود القطرية في هذا الملف بدأت منذ استضافة الدوحة لقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية، في مارس/آذار الماضي، الذي شكل نقطة انطلاق حقيقية للحوار”.

وأضاف الخليفي أن إعلان المبادئ لا يقتصر على وقف العنف فحسب، بل يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة ترمي إلى التوصل لسلام شامل يعالج الجذور العميقة للنزاع، مؤكدا أن قطر لعبت دورا محوريا في تقريب وجهات النظر.

دور قطري وتنسيق دولي

وجاء الإعلان تتويجا لجهود سياسية ودبلوماسية بدأت قبل شهور، أبرزها توقيع اتفاق واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في 27 يونيو/حزيران الماضي، الذي شكل أساسا للتنسيق الذي سبق إعلان الدوحة.

وأكد الخليفي أن إعلان المبادئ الجديد يمثل التزاما صريحا بوقف دائم للعنف والهجمات، ويمهد لانخراط فاعل من قبل المجتمع الدولي في دعم جهود السلام وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق المتضررة من النزاع.

المستشار الأميركي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط (يسار) ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية بالمؤتمر الصحفي عقب توقيع إعلان المبادئ لإنهاء القتال بشرق الكونغو (رويترز)

إشادة أميركية بالدور القطري

وفي السياق نفسه، أشاد المبعوث الرئاسي الأميركي للشؤون الأفريقية بالدور الحيوي الذي لعبته قطر في تسهيل الاتفاق، قائلا إن “دولة قطر معروفة بدورها الريادي في حل النزاعات حول العالم”، وعبّر عن شكره للدوحة على جهودها الأساسية في هذا الملف.

وأضاف المبعوث الأميركي أن الحرب في الكونغو تسببت في نزوح أكثر من 8 ملايين شخص، لافتا إلى أن معظم المبادرات السابقة لإنهاء الصراع لم تُفضِ إلى نتائج إيجابية، وهو ما يجعل اتفاق الدوحة اليوم بمنزلة فرصة نادرة ومهمة للسلام.

وعلى مدار العقدين الماضيين، لعبت قطر دورا أساسيا في التوسط لإبرام اتفاقيات سلام أو تسهيل حوارات في أزمات معقدة، مثل النزاع في دارفور بالسودان والأزمة اللبنانية ومفاوضات أفغانستان، وصولا إلى جهودها الحالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى