رحيل الأمير النائم.. نهاية صامتة لحكاية 20 عام في الغيبوبة والصبر

شكرًا لكم على متابعة رحيل الأمير النائم.. نهاية صامتة لحكاية 20 عام في الغيبوبة والصبر وللمزيد من التفاصيل

صباح السبت 19 يوليو 2025، أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الأمير النائم الوليد بن خالد، بعد أكثر من 20 عامًا في الغيبوبة، وسط حزن عارم عم منصات التواصل، وعبارات نعي ودعاء من شخصيات عامة ومواطنين عاديين على حد سواء.

ونعى والده ابنه بكلمات مؤثرة، كتب فيها عبر منصة “إكس”:“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى إبننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم.

وأعلن أن صلاة الجنازة ستقام بعد صلاة العصر غدًا الأحد في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، فيما سيستقبل العزاء في قصر العائلة بحي الفاخرية على مدار ثلاثة أيام.

طفولة ملكية ونشأة استثنائية

ولد الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود في أوائل التسعينيات، لواحد من أبرز فروع العائلة السعودية المالكة، فهو  ابن الأمير خالد بن طلال، وشقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال من جهة العم.

 منذ ولادته، عاش الأمير الوليد في كنف عائلة حريصة على التعليم والانضباط، وتلقى تربية محافظة داخل القصور الملكية، ضمن بيئة متخمة بالامتيازات ولكن أيضًا بالمسؤوليات، فكان من المقرر أن يسلك مسارًا عسكريًا وفقًا لرغبة والده.

في أوائل الألفينات، التحق الأمير الشاب بإحدى الكليات العسكرية في العاصمة البريطانية لندن، حيث كان يعرف عنه حب المغامرة والانضباط والرغبة في تحقيق ذاته بعيدًا عن الأضواء التي لطالما احيطت بأبناء الملوك والأمراء.

لحظة غيرت كل شيء: الحادث الذي جمد الزمن

في عام 2005، وبينما كان في عمر الخامسة عشرة تقريبًا، تعرض الأمير الوليد لحادث سير مروع في لندن، أصيب خلاله بإصابات دماغية بالغة نتيجة نزيف داخلي حاد، الحادث قلب حياته رأسًا على عقب، ليدخل في غيبوبة كاملة لم يفق منها طوال عشرين عامًا.

منذ هذه اللحظة، توقفت أحلامه، تجمد عمره، وتحول الأمير الشاب من مشروع رجل دولة إلى جسد ساكن على سرير أبيض داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، في غرفة مخصصة داخل جناح كامل تم تجهيزه له، حيث بقي هناك محاطًا بالأجهزة الطبية، تحت إشراف طبي مستمر على مدار اليوم.

سنوات الصمت: بين إيمان العائلة وتعاطف الناس

رغم التقارير الطبية التي أكدت مرارًا أن الحالة ميؤوس منها، إلا أن والده، الأمير خالد بن طلال، تمسك برأيه الرافض لفصل أجهزة الإنعاش أو اعتبار ولده «ميتًا إكلينيكيًا»، مستندًا إلى رؤيته الدينية والإنسانية.

ولم يكن الأمير خالد وحده في هذه المعركة، فقد رافقته والدته وأسرته في رحلة استمرت لعقدين، لم يتخلوا خلالها عن الأمل في شفاء نجلهم، متشبثين بإرادة الله، وبأية مؤشرات مهما كانت بسيطة.

وخلال السنوات، تحولت قصة “الأمير النائم” إلى ظاهرة إنسانية واجتماعية ملهمة، خاصة بعدما تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل مشاهد نادرة للأمير وهو يحرك أصابعه أو يظهر عليه رد فعل بسيط تجاه الأصوات أو اللمس، ما جدد آمال الملايين بحدوث معجزة.

من غرفة العناية إلى قلوب الملايين

على مدى السنوات، ظل الأمير الوليد محط أنظار السعوديين والعرب، وملأت صوره مواقع التواصل في كل مناسبة دينية أو وطنية، مصحوبة بعبارات الدعاء والرجاء من محبيه، كما أن والده، الأمير خالد، كان دائم النشر لتفاصيل الحالة ومتابعة الجمهور أولًا بأول.

لم تكن قصة الوليد مجرد حالة طبية، بل أصبحت رمزًا للصبر والإيمان والتمسك بالحياة رغم كل شيء. 

المصدر / وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى