بداية مأساوية ووداع مؤثر.. قصة الأمير النائم من 2005 إلى 2025

شكرًا لكم على متابعة بداية مأساوية ووداع مؤثر.. قصة الأمير النائم من 2005 إلى 2025 وللمزيد من التفاصيل

بعد عقدين من الزمان قضاهما في غيبوبة تامة بين الحياة والموت، أعلنت الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف بلقب “الأمير النائم”، في واحدة من أكثر القصص الطبية والإنسانية إثارة وتأثيرا في العالم العربي.

نهاية مؤثرة لـ  “الأمير النائم”

في صباح يوم الجمعة 18 يوليو 2025، وفي لحظة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالدعاء، ودعت المملكة أحد أبرز الرموز الإنسانية، بعد أن تأكدت وفاة الأمير رسميا، لتسدل بذلك الستارة على قصة مأساوية بدأت منذ نحو 20 عاما، واستمرت في الذاكرة الجمعية للمجتمع السعودي والعربي كرمز للصبر والإيمان.

بداية الحكاية.. حادث غير كل شيء

تعود تفاصيل القصة إلى عام 2005، حين كان الأمير الوليد طالبا في الكلية العسكرية في لندن، وخلال قيادته السيارة برفقة اثنين من أصدقائه، تعرض لحادث سير مروع نتيجة السرعة الزائدة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في الرأس، ودخوله في غيبوبة كاملة تم تشخيصها لاحقا كموت دماغي.

رغم النظرة الطبية المتشائمة، التي توقعت وفاته خلال أيام قليلة، تمسكت عائلته بالأمل، وقررت رفض خيار نزع الأجهزة الطبية، متمسكة بإرادة الله، وبأن المعجزة قد تحدث مهما طال الزمن.

صبر عائلة.. وتمسك بالإيمان

طوال سنوات الغيبوبة، أصر والده الأمير خالد بن طلال على إبقائه تحت الرعاية الطبية الكاملة، مؤمنا بقدرة الله على تحقيق الشفاء، مهما تعارض ذلك مع آراء الأطباء أو التوقعات العلمية.

واستعانت العائلة بفريق طبي متخصص، ضم ثلاثة أطباء أمريكيين وآخر إسبانيا، لمحاولة علاج النزيف الدماغي، لكن الحالة بقيت دون تحسن ملموس.

الأمير خالد لم يغادر  نجله لسنوات، مواظبا على زيارته، موجها رسائل دعم للمجتمع، ومعززا روح الأمل والإيمان بقضاء الله، ورغم مرور الأعوام، لم تنقطع الدعوات من محبيه، كما لم تختفِ قصته من الإعلام، بل بقيت حاضرة في القلوب والعناوين.

موعد ومكان صلاة الجنازة والعزاء على الأمير النائم

“الأمير النائم”.. رمز للصبر والرجاء

ومنذ دخوله الغيبوبة، أطلق السعوديون على الأمير الوليد لقب “الأمير النائم“، وتحولت قصته إلى حالة إنسانية استثنائية ألهمت الملايين، وجعلت منه رمزا نادرا للثبات والصبر في وجه المستحيل.

وفي عام 2019، أحدث مقطع فيديو صورته الأميرة ريما بنت طلال ضجة كبيرة، حيث ظهر فيه الأمير وهو يحرك رأسه بشكل طفيف، وهي أول استجابة جسدية منه منذ سنوات، والمشهد أثار جدلا واسعا وأعاد إشعال الأمل لدى الكثيرين، ممن اعتبروا أن ما حدث قد يكون بداية لتحسن حالته.

من رأسه إلى يده.. لحظات نادرة أيقظت الأمل في قصة الأمير النائم - تليجراف مصر

إعلان الوفاة.. وتفاعل واسع

ومع ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، أكدت وسائل إعلام سعودية نبأ وفاة الأمير الوليد، ليتحول اسمه فورا إلى وسم متصدر على منصات التواصل الاجتماعي. 

وتدفقت مشاعر الحزن والدعاء من آلاف المتابعين، الذين عبروا عن تعاطفهم العميق وتقديرهم لصبر عائلته التي قاومت الزمن والظروف لعشرين عاما.

موعد الجنازة والعزاء 

وأوضح الأمير خالد أن صلاة الجنازة على الأمير الوليد ستقام يوم الأحد 25 محرم 1447 هـ، الموافق 20 يوليو 2025، بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بالنسبة للرجال، فيما ستقام صلاة النساء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد صلاة الظهر.

أما العزاء، فسيقام على مدار ثلاثة أيام ابتداءا من الأحد وحتى الثلاثاء، حيث سيخصص عزاء الرجال في قصر الأمير الوليد بن طلال بحي الفاخرية، بينما يقام عزاء النساء في قصر الفاخرية التابع للأمير طلال بن عبدالعزيز، بعد صلاة المغرب.

إرث إنساني لا ينسي

قصة الأمير الوليد بن خالد لا يمكن اختزالها في خبر، ولا يمكن حصرها في لقب. لقد جسّدت رحلته الطويلة مع الغيبوبة درسا عميقا في الصبر، والتسليم بقضاء الله، والتمسك بالأمل في أحلك الظروف.

 وبرحيله، ترك خلفه إرثا إنسانيا سيظل حاضرا في ذاكرة المجتمع العربي، كقصة صامتة نطقت بالمشاعر، ورسخت الإيمان في نفوس الكثيرين.

المصدر / وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى